الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

مدينة القدس

مدينة القدس الشريف
التعريف:
هي أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة والمدينة، مسرح النبوّات، وزهرة المدائن، وموضع أنظار البشر منذ أقدم العصور.
الموقع
تقع مدينة القدس في وسط فلسطين تقريبا، إلى الشرق من البحر المتوسط، على سلسلة جبال ذات سفوح، تميل إلى الغرب وإلى الشرق.
وترتفع عن سطح البحر المتوسط نحو 750 م، وعن سطح البحر الميت نحو 1150 م.
تبعد المدينة مسافة 52 كم عن البحر المتوسط في خط مستقيم، و22 كم عن البحر الميت، و250 كم عن البحر الأحمر، وتبعد عن عمان 88 كم، وعن بيروت 388 كم، وعن دمشق 290 كم.
التأسيس:
إن أقدم جذر تأريخي في بناء القدس يعود إلى اسم بانيها وهو إيلياء بن ارم بن سام بن نوح (ع) - إيلياء أحد أسماء القدس - وقيل: إن (مليك صادق) أحد ملوك اليبوسيين - وهم أشهر قبائل الكنعانيين - أول من اختط وبنى مدينة القدس، وذلك سنة (3000 ق. م)، والتي سميت بـ (يبوس)، وقد عرف (مليك صادق) بحب السلام، حتى أُطلق عليه (ملك السلام)، ومن هنا جاء اسم مدينة سالم أو شالم أو (أور شالم)، بمعنى: دع شالم يؤسس، أو مدينة سالم، وبالتالي فإن أورشليم كان اسماً معروفاً وموجوداً قبل أن يغتصب الإسرائيليون هذه المدينة من أيدي أصحابها، وسماها الإسرائيليون أيضاً (صهيون)، نسبة لجبل فيها، وقد غلب على المدينة اسم (القدس)، الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى، وسميت كذلك بـ (بيت المقدس) الذي هو بيت الله.
التوسعة والإعمار:
- في عهد النبي سليمان (ع) اتسعت القدس، فبنى فيها الدور، وشيد القصور، وأصبحت عاصمة للدولة، امتدت من الفرات إلى تخوم مصر. ويعتبر هيكل سليمان أهم وأشهر بناء أثري ضخم، شيده الكنعانيون فيها ليكون معبداً تابعا للقصر.
- قام الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بعدة إصلاحات فيها.
- سنة 72 هـ شيد عبد الملك بن مروان قبة الصخرة والمسجد الأقصى، وكان غرضه أن يحول إليها افواج الحجاج من مكة - التي استقر فيها منافسه عبد الله بن الزبير - إلى القدس.
- سنة 425 هـ شرع الخليفة الفاطمي السابع علي أبو الحسن في بناء سور لمدينة القدس، بعد بناء سور الرملة، وفي العصر الفاطمي بني أول مستشفى عظيم في القدس من الأوقاف الطائلة.
- سنة 651 هـ/ 1253 م في زمن المماليك غدت القدس مركزا من أهم المراكز العلمية في العالم الإسلامي.
- سنة 1542 م جدد السلطان سليمان القانوني السور الحالي الذي يحيط بالمدينة القديمة، والذي يبلغ طوله 4200 م، وارتفاعه 40 قدماً.
المعالم:
كانت أرض مدينة القدس في قديم الزمان صحراء، تحيط بها من جهاتها الثلاثة الشرقية والجنوبية والغربية الأودية، أما جهاتها الشمالية والشمالية الغربية فكانت مكشوفة، وتحيط بالمدينة كذلك الجبال، وهي جبل موريا (ومعناه المختار) القائم عليه المسجد الأقصى وقبة الصخره، ويرتفع نحو 770 م، وجبل أُكر حيث توجد كنيسة القيامة، وجبل نبريتا بالقرب من باب الساهرة، وجبل صهيون الذي يعرف بجبل داود، في الجنوب الغربي من القدس القديمة.
وكان يحيط بها سور منيع على شكل مربع يبلغ ارتفاعه 40 قدماً، وعليه 34 برجاً، ولهذا السور سبعة أبواب وهي:
باب الخليل، باب الجديد، باب العامود، باب الساهرة، باب المغاربة، باب الأسباط، باب النبي داود (ع).
الأودية التي تحيط بالقدس:
1 - وادي جهنم، واسمه القديم (قدرون)، ويسميه العرب (وادي سلوان).
2 - وادي الربابة، واسمه القديم (هنوم).
3 - الوادي أو (الواد) وقديسمى (تيروبيون) معناه (صانعو الجبن).
الجبال المطلة على القدس:
1 - جبل المكبر: يقع في جنوب القدس، وتعلو قمتة 795 م عن سطح البحر، وعلى جانب هذا الجبل يقوم قبر الشيخ - أحمد أبي العباس - الملقب بأبي ثور.
2 - جبل الطور أو جبل الزيتون: ويعلو 826 م عن سطح البحر، ويقع شرقي البلدة المقدسة، وهو: يكشف مدينة القدس، ويعتقد أن المسيح صعد من هذا الجبل إلى السماء.
3 - جبل المشارف: ويقع إلى الشمال من مدينة القدس، ويقال له أيضا (جبل المشهد)، وهو الذي أطلق عليه الغربيون اسم (جبل سكوبس) نسبة إلى قائد روماني.
4 - جبل النبي صمويل: يقع في شمال غربي القدس، ويرتفع 885 م عن سطح البحر.
5 - تل العاصور: تحريف (بعل حاصور) بمعنى قرية البعل، ويرتفع 1016 م عن سطح البحر، ويقع بين قريتي دير جرير وسلود، وهو الجبل الرابع في ارتفاعه في فلسطين.
ويصف مجير الدين الحنبلي القدس في نهاية القرن التاسع سنة 900 هـ بقوله: (مدينة عظيمة محكمة البناء، بين جبال وأودية، وبعض بناء المدينة مرتفع على علو، وبعضه منخفض في واد، وأغلب الأبنية التي في الأماكن العالية مشرفة على ما دونها من الأماكن المنخفضة، وشوارع المدينة بعضها سهل وبعضها وعر، وفي أغلب الأماكن يوجد اسفلها أبنية قديمة، وقد بني فوقها بناء مستجد على بناء قديم، وهي كثيرة الآبار المعدة لخزن الماء، لأن ماءَها يجمع من الأمطار).
حاراتها:
الحارات المشهورة في القدس هي: حارة المغاربة، حارة الشرف، حارة العلم، حارة الحيادرة، حارة الصلتين، حارة الريشة، حارة بني الحارث، حارة الضوية.
القلعة:
وهي حصن عظيم البناء، بظاهر بيت المقدس من جهة الغرب، وكان قديما يعرف بمحراب داود (ع)، وفي هذا الحصن برج عظيم البناء يسمى برج داود، وهو من البناء السليماني القديم، وكانت تدق فيه الطبلخانة في كل ليلة بين المغرب والعشاء على عادة القلاع بالبلاد.
عين سلوان:
وهي بظاهر القدس الشريف من جهة القبلة بالوادي، يشرف عليها سور المسجد الجنوبي، وقد ورد في بعض الأخبار أهمية هذه العين، ووصفها ومكانتها.
آبارها:
بئر أيوب، وهي بالقرب من عين سلوان، نسبة إلى سيدنا أيوب (ع)، ويقال إنه المكان الذي أشير إليه في القرآن الكريم، عندما أمر الله تعالى نبيه أيوب (ع) بقوله: {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب}.
مساجدها:
1 - المسجد الأقصى الشريف، والذي تقع في وسطه الصخرة الشريفة.
2 - جامع المغاربة، وهو يقع بظاهر المسجد الأقصى من جهة الغرب.
3 - جامع النبي داود (ع).
مقابرها:
- قبر النبي موسى (ع) الواقع شرقي بيت المقدس.
- مدفن النبي داود (ع) في الكنيسة المعروفة (بالجيسمانية)، شرق بيت المقدس في الوادي.
- قبر مريم (عليها السلام)، وهو في كنيسة الجيسمانية، في داخل جبل طور، خارج باب الأسباط.
- مقبرة الساهرة: وهي البقيع المعروف بالساهرة، في ظاهر مدينة القدس من جهة الشمال، وفيها يدفن موتى المسلمين، ومعنى (الساهرة) أرض لا ينامون عليها ويسهرون.
- مقبرة باب الرحمة: وهي بجوار سور المسجد الأقصى.
- مقبرة الشهداء
- مقبرة ماملا: وهي أكبر مقابر البلد، تقع بظاهر القدس من جهة الغرب.
مدارسها:
في المدينة مدارس ومعاهد علمية ودينية وخيرية عديدة، منها:
مدارس حكومية وهي: دارالمعلمين، ودارالمعلمات، والمدرسة الرشيدية، والمأمونية، والبكرية، والعمرية، والرصاصية، ومدرسة البقعة.... الخ.
وهنالك نحو 70 مدرسة قديمة، أهمها المدرسة النحوية، الناصرية، التذكرية، البلديـة، الخاتونيــة، الارغونيــة... الخ.
مكتباتها:
- هنالك 34 اسماً لمكتبات مختلفة نذكر أقدمها:
- مكتبة القديس المخلص، تأسست عام 1558 م
- مكتبة الخليلي، تأسست عام 1725 م
- مكتبة البطريركية الأورثودوكسية تأسست عام 1865 م
- مكتبة الجامعة العربية
- المكتبه الخالدية، تأسست عام 1900 م
وهنالك مكتبات خاصه تعود لبعض الأسر القديمة، منها: المكتبة الفخرية، ومكتبة آل البديري، ومكتبة آل قطينة، ومكتبة آل الموقت.
متاحفها:
- المتحف الحكومي للآثار، أنشئ عام 1927 م.
- المتحف الإسلامي: أسسه المجلس الإسلامي الأعلى عام 1341 هـ/ 1923م.
أماكنها التاريخية الأخرى:
كنيسة القيامة، المارستان أو الدباغة، حبس المسيح، الجتسيماني، طريق الآلام، الصلاحية، المتحف، جبل الزيتون.
قبابها:
قبة الصخرة، قبة السلسلة، قبة جبريل، قبة الرسول، قبة الرصاص، قبة المعراج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بامكانكم مشاركتنا بارائكم